كآباء وأمهات دائما نسعى إلى توفير الحياة الكريمة لأبنائنا ونطمح أن يكونوا الأفضل بين قرنائهم، وغالبا الأمهات بالذات تكرس حياتهن جلها من أجل خدمتهم ورغم ذلك تجد البعض منهن الفتور في العلاقة مع الأبناء وخاصة في مرحلة المراهقة
كلايف كوتش من خلال تعاملي مع الأطفال واليافعين الذي يحضرون لدي لجلسات الكوتشينج أو الورش التدريبية التي أقدمها بإيعاز من الأمهات تمكنت بعد دراسة الحالات عبر الاصغاء الجيد للأمهات في بداية تسجيل الأبناء ومن خلال الاحتكاك المباشر مع الأبناء الوصول إلى أصل المشكلة
لاحظت أن كلا الطرفين يكِن الحب والتقدير للطرف الثاني ولكن يعجزان في التواصل الإيجابي بينهما وإظهار هذا الاهتمام والحب وذلك بسبب فجوة التواصل وعدم امتلاك الطرفين لمهارات الأساسية في هذا الجانب، فغالبا كل طرف من الأطراف ينظر للمسائل من وجهة نظره ووفق معتقداته وقيمه التي اكتسبها مع مرور الزمن
من هنا وددت أن أقدم بعض المقترحات التي من شأنها أن تساهم في الحد من هذه الفجوة بما يضمن استقرار الأسرة والعلاقة الوالدية الإيجابية التي من شأنها أن تنشأ جيل صالح من الأبناء
1. الشعور بالأهمية
الأطفال بحاجة إلى الشعور بالاهتمام والتقدير وبالحب من قبل الوالدين وأنهم ليسوا عبئا على كاهل والديهم، وهذا يتطلب من كوالدين إظهار احترامنا لكينونة الطفل والاعتراف بأنه إنسان لديه احتياجات ومشاعر وحقوق.
وعليه من المنهم أن ينعكس ذلك على جميع تصرفاتنا تجاه أحبتنا الأطفال سواء في القول أو الفعل فانتقاء الكلمات والاهتمام بنبرة الصوت ولغة الجسد مهمة ولابد أن تكون متوافقة مع بعضها البعض، فالأطفال قادرين على التمييز بين المصداقية في أقوالنا وأفعالنا
2. التفهم والتعاطف
هذه المسألة جدا مهمة وبمثابة المفتاح السحري في التعامل مع الأخطاء التي قد يرتكبها أبنائنا. التفهم والتعاطف لا يعني اللين وتجاوز الخطأ، ولكن يقصد به تفهم أن الطفل معرض للخطأ في المراحل العمرية المختلفة وأن هذه الأخطاء فرصة ليتعلم من أخطائه، وبالتالي إظهار له بأننا نتفهم الشعور الذي يمر به والذي دفعه للوقوع في الخطأ ووضع نفسي كولي أمر في مكانه خطوة ابتدائية مهمة جدا بدلا من توجيه سيل من اللوم والتوجيه، وقد يساعد هنا ذكر مواقف مشابهة مررت بها كولي أمر في طفولتك ليشعر الطفل بالاطمئنان ويصارحك بأي مواقف قد يمر بها مستقلا
إن إظهار التفهم يساعد على تهيئة الطفل أو اليافع لتقبل التوجيه ويساعد على تحويله من المدافع والمكابر على الخطأ إلى مستجيب يعلم أن الخطأ وارد ولكن يجب عدم تكراره؛ ويمكن حينها مناقشة الموقف عبر الحوار البنّاء للبحث عن الحلول البديلة لتفادي تكرار الموقف أو الخطأ
3. تخصيص وقت نوعي
مع تسارع وتيرة الحياة ومشاغلها التي لا تنتهي قد ننشغل عن أبنائنا لذا من المهم لبناء علاقة وطيدة معهم رغم هذه الظروف من تخصيص وقت نوعي لقضائه معهم. عندما نقول نوعي فلا يهم عدد الساعات على قدر أهمية الأنشطة التي تتخلل هذا الوقت.
فالاستعداد الذهني والتفرغ للأبناء والاصغاء الجيد لحواراتهم والتفاعل معهم كفيل لتعويض الانشغال الطويل خلال اليوم. لذا ينصح بتخصيص وقت نوعي لا للسؤال عن الواجبات أو تقديم التوجيهات ولكن وقت للاستمتاع سويا عبر القيام بأنشطة مشتركة فإن ذلك سيعمل على توطيد العلاقات وتقريب وجهات النظر
Comments