الأمومة هي معجزة الحياة و هي أمنية كل فتاة مقتبل العمر ، ورغم كل الحب و الشوق و الاماني الممزوجة بالفرح و السعادة إلا أن رحلة الأمومة مليئة بالتحديات و المشاعر المختلطة . كيف لشيء في منتهى الجمال أن يكون سببا للتعب الشديد و انقلاب حال الأم من تألق وسعادة و نشاط إلى تعب وذبول وحيرة وغضب
ماذا لو قلت لك أن لدي حلا سحريا سيجعل أمومتك أسهل ؟ و سيختصر عليك الكثير من المشقة ، ويقلل من تعبك ، و سيزيد من السعادة ، ويحول الصعب إلى سهل ؟؟
من خبرتي مع الأمهات السنوات الماضية أؤكد لك أن هذا ممكن وأسهل مما تتوقعين ، السر في كلمة : استمتعي !
لا أخفي عليكم أن الكثيرات يضحكن عندما أذكر لهن هذه الكلمة، في مقال سابق تحدثت عن الشغف وكيف أنه يحول العسر إلى يسر ويقلب المشقة إلى سعادة و السر هنا هو حب ما تقومين به لأنه يعطيك طاقة تجعلك تقومين بما كنت تظنين أنه مستحيل .
وبما أن الحب هو أساس الأمومة يبقى علينا ضخ هذا الحب بما يجعله ممتعا لتتمكني من إكمال هذه الرحلة نجاح و سعادة و تفوق .أهديك هذه التعديلات البسيطة التي يمكك تزيين حياتك بها لإضافة الكثير من المتعة و السعادة لك و لأطفالك:
1) انظري من زاوية أخرى:
عندما سألنا مجموعة من الأمهات ما هي أول كلمة تخطر ببالك عند ذكر الأمومة ، كانت الكثير من الإجابات : تعب ، عصبية ، دراسة ، امتحانات ، نكد ، فوضى
النظرة السلبية هذه للأمومة كفيلة بأن تجعلك تشعرين بالثقل في أي مجهود تقومين به ، أدمغتنا تتصرف وفقا لما لتفكيرنا فعندما نسمي أو نصنف الأمومة بطريقة سلبية فإن الدماغ سيتصرف وفقا لذلك و يكون الموضوع فعلا صعبا و ثقيلا
مجرد إعادة التسمية سيكون كفيلا بإزاحة الكثير من الأثقال و جعلها أسهل : مثلا
الأمومة : ضحكات ، أحضان ، فرح ، هدية ، عطاء
هذه التسمية لن تغير شيئا و لكنها ستعطيك نظرة متوازنة للأمور تسهل عليك المهمات!
2) كوني المشجع الأول لنفسك : وتكلمي معها بلطف و بكلمات التقدير و التشجيع :
أنا مسؤولة ، يمكنني أن أنجح ، أنا أستحق ، سأتجاوز هذا : هذه التوكيدات لها أثر كبير على رفع حالتك المعنوية
3) اشحني بطاريتك دائما : اعتني بنفسك فأنت ستكونين أما أفضل عندما تكونين بكامل قوتك
وذلك عن طريق اعتنائك بصحتك ، ممارسة هوايتك أو أي شيء يسعدك ( أرجوك لا تقولي لا يوجد وقت أنت مديرة أعمال منزل رائعة و يمكن توفير دقائق من هنا و هناك لقضاء وقت لك أنت)
4) كوني لطيفة مع نفسك
أحبي نفسك و لا تعاقبيها و إياك و جلد الذات و الإحساس بأنك أو أبنائك ضحية ، وإذا أخطأت سامحي نفسك و اعتبريها فرصة للتعلم
5) عيشي اللحظة : و أنت في الحديقة لا تفكري في مهام البيت ، عندما يأتي ابنك ليكلمك كوني فقط مركزة بحديثك معه
وإياك و القيام بأكثر من مهمة بنفس الوقت فهذا يجهدك جدا و لن تكون النتيجة مرضية
6) تذكري أنها مؤقتة : اليوم الذي تقضيه مع ابنك لن يتكرر فغدا سيكون أكبر و ستكون احتياجاته مختلفة
كل ما تقومين به اليوم هو ذكرى عظيمة لأبنائك و لك في المستقبل : احرصي أن تكون ذكريات مميزة ، أنت اليوم تصنعين ذكريات الغد
7) استثمري وقتك بذكاء : أعيدي ترتيب أولوياتك بشكل دوري ، ربما هذا الشهر أولويتك هو صحتك أنت ، و ربما الشهر القادم التوازن النفسي لابنتك الكبرى ، و ربما لاحقا تعليم الأولاد د على الصلاة و هكذا
ودائما اجعلي الأهم أولا (لست أنا من سيحدد ما هو الأهم لك ولا صديقتك بل أنت فقط)
8) استخدمي مجهودك بحكمة وبدلا من الساعات الطويلة في الٌإقناع و الارشاد كوني قدوة لأولادك و أريهم ما تريدين حقا أن يفعلوا: التحدث بلطف ، احترام وجهات النظر ، المساعدة ، بر الوالدين
9) ضاعفي أرباحك ولا تخسريها: فيمكنك مثلا ممارسة هواياتك أو أداء التمارين الرياضية مع أبنائك وهكذا أنت ( تضربين عصفورين بحجر) وتضاعفي الفوائد و المكاسب !
10) العبي مع أبنائك:
اللعب مع الأبناء كفيل بإذابة التوتر وشحن الطاقات وزيادة الحب والتفاهم بينكم
ونحن في ركن العائلة نساعدك على جعل اللعب فرصة ترفيهية و تعليمية وتربوية في نفس الوقت
11) اذا كنت لا تتمالكين أعصابك أثناء تدريس ابنائك فأنا أنصحك أن تطلبي المساعدة فعلاقتك بابنك أهم و أثمن من أن تضيع بسبب الفروض و الامتحانات المدرسية .
12) أحيطي نفسك بمن يحبك ويريد مصلحتك و ابتعدي عن من يجعلك تشعرين بالسوء
لست ملزمة بمتابعة صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي تجعلك تشعرين أنك لست مميزة ولا بصديقة تحبطك دوما
لايف كوتش سحر الخطيب
Comments