من أصعب وأقسى مشاعر الأمومة شعورها بالذنب والتقصير تجاه أطفالها، وجود هذه المشاعر هو أمر طبيعي ولكن المشكلة عندما تكون هذه المشاعر سببا للضغوطات والتوتر وقلق لا ينتهي مما يؤثر على صحة ونفسية الأم مما ينعكس سلبا على عطائها لأسرتها!
هذا الشعور بالذنب موجود عند جميع الأمهات ولا يفرق بين أم و أخرى فهو موجود عند الأم العاملة و ربة المنزل، سواء كان لديها ابن واحد أو عدة أبناء، إذا كانت تسكن في بلدها الأم أو مغتربة ورغم اختلاف أسبابه إلا أن رسالته واحدة للأم: أنت مقصرة و غير كافية لأبنائك
أسباب هذا الشعور:
الأم العاملة لا تستطيع التواجد في البيت في إجازات المدرسة الطويلة ولا أثناء عملية التعليم عن بعد
الأم ترجع الى البيت متعبة فلا تستطيع قضاء وقت جيد مع أبنائها
عدم الرضا عن المستوى الدراسي للأبناء أو الثقافي أو الرياضي
عدم الرضا عن بعض التصرفات عند الأبناء مثل طريقتهم في الكلام او قلة ثقتهن بأنفسهم وغيرها
رغبتها في أن تكون صحتهم و عاداتهم الغذائية أفضل
مقارنتها نفسها بأمهات غيرها خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي
· الأطفال يقضون أغلب الوقت في المنزل أمام الشاشات
· لا يقومون بنشاطات ترفيهية أو رياضية إلا نادرا
· لا يلتقون بأصدقائهم وأفراد عائلتهم الكبيرة مما يؤثر على قدرتهم على التواصل الاجتماعي (الحقيقي) مع العالم
فلنتفق أولا أن الأم ستشعر دائما أنها تريد تقديم الأفضل لأبنائها والإحساس بالذنب أكبر دليل على هذا ولهذا لن أقول تخلصي من هذا الشعور وتجاهليه ولكن سأعطيك خطوات منظمة ترتبي تفكيرك وتؤدي وظيفتك كأم بكل مسؤولية ثقة ووعي وحب:
أولا: نصائح عامة
لا تسمحي لأبنائك أن يبتزوك: فالأطفال أذكياء جدا وقد يضغطون عليك عاطفيا ليحصلوا على ما يريدون لمعرفتهم أنك تشعرين بالذنب!
عندما تكونين معهم كوني موجودة: فلا تجعلي أي شيء يشغلك مثل الموبايل او الحديث مع أحد غيرهم وكلميهم وانت تنظرين في اعينهم دليل أنك مهتمة بهم و اظهري اهتمامك بما يفعلون
تكلمي معهم وحدثيهم عن طفولتك وحياتك وربما أيام الجامعة، هذا سيقربكم من بعض جدا وستكتشفين أن حياة الماضي الخالية من التكنولوجيا والرفاهيات مقارنة باليوم كانت حياة جميلة!
كوني على يقين أنك لست امرأة خارقة ولكنك تؤدين أفضل ما يمكنك!
فقط قومي بأفضل ما يمكنك القيام به.
تجنبي ما يشعرك أنك أم غير كفؤة: ربما صفحات معينة على وسائل التواصل الاجتماعي أو أشخاص مقربين سلبيين واعرفي أنه سيكون دائما أحد يشعرك بأنك أم غير مؤهلة ..... ثقي بنفسك ولا تهتمي
استشعري النعم يوميا: فأنت وعائلتك في بيتكم بأمان ولستم في حالة حرب، ودربي أولادك على هذا أيضا
خصصي أوقاتا مميزة مع أطفالك: حتى لو كانت ساعات قليلة في كل أسبوع احرصي أن تفرغي نفسك لنشاطات تحبون القيام بها سويا واضحكوا واستمتعوا وهنا ننصحك بتجربة جلسات ركن العائلة التي تجعل من اللعب أداة للتقارب و توطيد العلاقات بينكم (لحجز الجلسات)
تقبلي مشاعرك و اعترفي بها : نعم في بعض الأحيان ستشعرين بالحزن و التقصير و هذا شيء طبيعي و انظري الى الامام ماذا ستكون خطوتك القادمة للأفضل.
تقبلي عدم المثالية: في بعض الأحيان قد تكسرين أحد قواعدك لأنك متعبة وهذا لا يعني أنك أم سيئة، أولادك يحتاجون أما محبة أكثر من حاجتهم لأم مثالية وهنا أنصحك بهذا التمرين:
اختاري مكانا ووقتا هادئا وأحضري ورقة وقلما واكتبي قواعدك الخاصة للأمومة. قواعدك المناسبة للقيم التي تريدين زرعها في أبنائك وهي أمور خاصة بك أنت ليس أختك و لا صديقتك ولا المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، يجب أن يكون لديك الوعي و الصورة الواضحة والثقة لما تريدين حقا.
ماهي الأمور التي ان فعلتها ستكونين أما أفضل لأبنائك؟ ما هي الأمور التي تريدين أن تغرسيها وتنجزيها مع أبنائك؟ أرجوك كوني واقعية!
ثانيا: عندما يهجم عليك الشعور المزعج قومي بهذا التمرين
اجلسي في مكان مريح وخذي نفسا عميقا واسألي نفسك:
ما هو الشعور الذي أشعر به؟
ماذا يعني هذا؟ أم جيدة أو سيئة؟
هل سيؤثر هذا الموقف على علاقتي بابني؟
هل سيدمر هذا الموقف مستقبل ابني؟
هل هذا حقيقي؟ (هل أنا فعلا أم سيئة)؟
ما هي الخيارات والأمور التي يمكن أن أفعلها في المستقبل حتى لا يتكرر هذا؟
هذه التقنية على بساطتها إلا أنها تنقلك من التفكير بالمشكلة على التفكير في الحل الإيجابي مما يخفف التوتر والقلق الذي تشعرين به
كوني متأكدة أنك أفضل أم لأبنائك وأكثر من يحبهم ويهتم بأمورهم، شعورك بالذنب هو دليل رغبتك في أن تقدمي الأفضل لديك استخدمي هذا الشعور بذكاء لمصلحة ابنائك لإيجاد طرق مناسبة فالتفكير الطويل والأرق لن يفيدك شيئا.
أتمنى أن تستفيدي من هذه النصائح وأن تشاركينا رأيك وتجربتك معها
ماهي أول خطوة ستقومين بها اليوم؟؟
لقراءة مقالات أخرى مشابهة ننصح بالمقال التالي
Comentarios